يتأثر السلوك الاستهلاكي لدى المشترين عبر الانترنت بعدد من العوامل مثل العمر، والمستوى التعليمي، والطبيعة الشخصية، ومستوى الخبرة في التعامل مع الانترنت، ومستوى الدخل.
في بدايات التجارة الإلكترونية كان الأشخاص الأعلى دخلاً هم الأكثر ميلاً لشراء احتياجاتهم عبر الانترنت، الأمر الذي تغير اليوم، فقد أصبحت الكفة متساوية بعد توفر الخيارات المتعددة، فأصبح الأقل دخلاً أيضاً يفضلون الشراء عن طريق الانترنت باعتباره أقل تكلفة من الشراء العادي.
ووجدت الدراسات التي أجريت على عمليات الشراء عن طريق الانترنت أن الأصغر سناً يميلون إلى شراء أمور متنوعة، بينما تنحصر مشتريات الأكبر سناً في أمور محددة.
وعند دراسة سلوك الأطفال الاستهلاكي، وجد أنهم يميلون إلى المواقع التي تقدم لهم خدمة اللعب أو شراء الألعاب بالدرجة الأولى، وتبين أنهم يتضايقون كثيراً من الخط الصغير في المواقع لعدم قدرتهم على القراءة بشكل جيد، ومن عدم وضوح الصفحة الرئيسية للموقع فلا يعرفون أين يذهبون، لذلك تجذبهم أكثر المواقع المصممة خصيصاً للبيع للأطفال أكثر من مواقع البيع بالتجزئة الكبيرة.
ووجد أن أكثر ما يدفع الكبار للشراء عبر الانترنت ميزة أن المنتج يتم إيصاله إلى المنزل، إضافة إلى السعر المنخفض، وتوفر بعض الأشياء النادرة خصوصاً لأصحاب الهوايات والتخصصات الدقيقة، إضافة إلى أن عملية الشراء عن طريق الانترنت يمكن أن تتم في أي وقت.
ولكن الخبر غير السار ارتفاع نسبة محبي الاطلاع على الأشياء دون شرائها! ويكثر هذا الأمر في الفئة العمرية ما فوق 50 عاماً فهم يتصفحون مواقع البيع عن طريق الانترنت ويجمعون من خلالها المعلومات ثم يذهبون إلى المحلات العادية لشراء المنتج بعد أن عرفوا الكثير عنه.
كما يقل الشراء من قبل الأشخاص الذين يعتادون الاعتماد على آراء غيرهم عند الشراء، فبالنسبة للبعض فإن عملية التسوق عملية اجتماعية يتشارك فيها آراء مجموعة من أفراد الأسرة أو الأصدقاء قبل أخذ القرار بالشراء، الأمر الذي لا يوفره الانترنت كثيراً.
مخاوف العملاء من الشراء عن طريق الانترنت:
وعند إجراء دراسة مسحية سئل خلالها الناس عن أكثر الأشياء التي تقلقهم من الشراء عبر الانترنت أجابوا بعدد من النقاط أولها تأخر وصول بعض المشتريات، والثاني عدم إمكانية مشاهدة السلع وتجربتها قبل الشراء، وثالثها أن تكون مواصفات المنتج الذي يحصلون عليه مختلفة عن المواصفات المعروضة في الموقع، بالإضافة إلى المشاكل التقنية في الموقع أو صعوبة استخدامه والبحث فيه.
وما زال الكثيرون يخافون من تسجيل معلوماتهم الشخصية وأرقام بطاقاتهم الائتمانية في الانترنت حرصاً على سرية معلوماتهم ورغبة في الشعور بالأمان والشخصية، والنساء في هذا الجانب أكثر تخوفاً من الرجال نظراً لخصوصية المرأة في البعد الاجتماعي.
وتحتل مبيعات الماركات المعروفة الصدارة، فلا أحد يتردد كثيراً في شراء منتج لشركة سوني، أو سامسونج مثلاً، بينما لا يستطيع أن يعرف بشكل جيد إذا ما كانت السلعة ستكون جيدة ام لا إذا كانت من ماركة لم يسمع بها من قبل.
ولتفادي هذه المخاوف عملت مواقع البيع الالكتروني على توفير خيارات مثل الدفع عند الاستلام، والإرجاع خلال مدة معينة وغيرها، وأصبح الباعة الإلكترونيون أكثر حرصاً على أن لا يعملوا بشكل مستقل بل أن يكونوا جزءاً من مواقع البيع الشهيرة ذات السمعة الطيبة لدى المشترين.
لتعرف إن كان سيشتري منك أم لا اعرف كيف ينظر إلى الانترنت:
يعتبر رأي الشخص تجاه الانترنت أحد العوامل المهمة في دراسة السلوك الاستهلاكي، فالشخص الذي يتعامل مع الانترنت على أنه عالم افتراضي بعيد لا ينبغي الوثوق به، يختلف عن الشخص الذي يعتبر الانترنت وسيلة معرفية يجمع منها المعلومات، فمن يستخدم الانترنت كمصدر موثوق للمعلومات يمكن أن يتعثر أثناء تجوله على منتجات مميزة تقنعه فيقدم على الشراء، بينما يندر حدوث ذلك عند من يرون الانترنت عالماً لا حقيقة له ولا ينبغي الوثوق به.
أما الفئة أعلى إقبالاً والأكثر شراءً فهم الذين يفهمون الانترنت بشموله، كمصدر للمعلومات وللتواصل وللتبضع وللعمل ولكل ما يمكن القيام به للاستفادة من تلك الطفرة الالكترونية الرائعة التي توصل إليها العالم.
تقييم المشترين.. ضمان الجودة:
إن الميزة الكبرى التي يقدمها الانترنت للمشترين هي إمكانية الاطلاع على تقييم من سبقوهم في شراء نفس المنتج من نفس البائع، وهو أمر بغاية الروعة، ويؤدي إلى رفع معدلات الثقة والأمان، ويفتح الباب أمام البائع أو المسوق لبناء سمعته من خلال تراكم عمليات البيع الناجحة لمنتجات تتسم بالجودة.
بقلم/ شيماء الرشيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق